أقل ما أستطيع تسميتها بقمة المستقبل الاقتصادي الزاهر لدول مجلس التعاون الخليجي، تلك القمة التي انتهت أعمالها في العاصمة الهندية نيودلهي.. قمة العشرين 2023 التي عقدت في الهند وسط تألق خليجي لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي وضع أبرز نتائج القمة على سكة الاقتصاد الخليجي المتعافي وجمعت عدة دول كبرى بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية واليابان، ألمانيا، الهند، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، كندا، إيطاليا، البرازيل، استراليا، كوريا الجنوبية، المكسيك، إندونيسيا، السعودية، تركيا، الأرجنتين، جنوب أفريقيا بغياب الصين.
أما الإنجازات.. فقد شهدت الجلسات توافقا على توقيع اتفاقية مشروع النقل بين الهند ودول الخليج والاتحاد الأوروبي، وخرجت القمة بالموافقة على عضوية الاتحاد الافريقي في مجموعة العشرين على غرار الاتحاد الأوروبي بموافقة الدول المشاركة، مما فتح آفاق التعاون العالمي شرقا وغربا على جميع الأصعدة لتحقيق التنمية المستدامة والرؤى الاقتصادية الخليجية التي أعلنت عن سقفها كل دولة وفق استراتيجيتها والخطط الموضوعة لإطلاق التنمية المستدامة والمشاريع الضخمة.
وبالحقيقة.. كان الموقف السياسي المختلف عليه بين الدول المشاركة حول الحرب الروسية – الأوكرانية، وكمتابع لجلسات القمة الاقتصادية مما جعلني أتوسم خيرا بالنتائج، فالسياسة لا تعرف صديقا دائما ولا عدوا دائما، والاتفاق على المصالح الاقتصادية هي بمنزلة تعاون سياسي ومرحلة سلام دائم بلا حروب.
والجدير بالذكر أن القمة نجحت وبامتياز من وجهة نظري كون الدول المشاركة اتفقت على إدارة المشاريع الضخمة الخاصة بالطاقة المتجددة وإيجاد الحلول لأزمة المناخ العالمية، ونحن في عصر الحكومة الرقمية والتنمية المستدامة في عالم جديد تفرضه ثورة الذكاء الاصطناعي على واقع الشعوب، لذلك علينا في منطقة الخليج اتخاذ موقف خليجي موحد ومساندة الجهود التي من شأنها إصلاح البيئة ومكافحة التلوث وتقديم البرامج وتطبيقها بشكل عاجل ومتواصل، واعتماد الطاقة النظيفة كمصادر دائمة للطاقة الحياتية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبرأيي.. فتحت القمة أبواب العوالم على بعضها اقتصاديا وصناعيا وتجاريا، وهنا أدعو إلى أن تقدم الكويت برنامجا استراتيجيا مشاركا على طاولة دول مجلس التعاون لنرى انعكاس وثمرة توقيع مشروع ممر النقل بين دول الخليج والهند ودول أوروبا.
لقد وضعنا على سكة دول العالم الأول في الاقتصاد والتنمية المستدامة، فعلينا الاستفادة بوضع آليات بخبرات متبادلة مع جميع الدول المشاركة لاستغلال الثروات الطبيعية لتكون بلداننا مزدهرة معدة لرفاهية شعوبنا الخليجية، ولا أبالغ إن قلت إن مبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وضعت قمة العشرين 2023 على سكة اقتصادنا الخليجي.
